هذا الموضوع بامكانك قراته على الطلاب او الطالبات وذلك لتوضيح لهم سبب تدريس مادة الفن بالمدارس نلاحظ داااائما
الطالبات يتسالون عن السبب في دراستهم الفن بان هذه المادة ليس لها اي اهمية ولكن باقراتك الموضوع او نشر
الموضوع مثلا ااااو توضيح لهن تقريبا بنفس الاسلوب سوف تقتنع الطالبة او الطالب بهذه المادة وفعلا جربت هذه الطريقة
والان مجموعه كبيره تحب المادة وتسعى الى رقي وتعرف الاكثر عن هذا المجال
دور الجمال في الإبداع الفني
الإحساس بالجمال، والميل نحوه مسألة فطرية تعيش في أعماق النفس البشرية. فالنفس الانسانية تميل إلى الجمال،
وتشتاق إليه، وتنفر من القبيح، وتبتعد عنه.
والإحساس بالجمال والعناية به، واقتناء الأشياء الجميلة يهذب المشاعر والسلوك الانساني، ويسمو بالذوق البشري
وكلما تسامى الإحساس بالجمال لدى الانسان، ووعى القيمة الجمالىة بدلالاتها الحسية والمعنوية، تعالت انسانيته،
واستقام سلوكه.ويشكل الموقف من القيم الجمالية، والإبداع الجمالي والتعامل مع الجمال، بُعداً أساسياً في الحضارة
الانسانية. فالحضارة التي تخلو من الجمال ووسائل التعبير عنه، وصناعة موضوعه، لهي حضارة متخلفة، لا تتجاوب مع
مشاعر الانسان، ولا تلبي أشواقه النفسية، ولا تعبر عن إنسانيته.
ونشاهد موضوعات الجمال في عالم الطبيعة، جذابة أخاذة...
نشاهد الجمال في عالم الأزهار والطيور وسفوح الجبال وجداول الأنهار وشلالات المياه، وفي شكل الانسان ونغمات
صوته، وفي سماء الليل الصافية، وفي النجوم والقمر.. في الغيم وقوس قزح، ونزول المطر.. في عيون الضباء،
وابتسامات الأطفال، في ألوان الأسماك وأمواج البحار، في حقول الزروع وتدلي الثمار بألوانها ونسق تدليها، كالرمان
والتفاح وعذوق النخيل.. كل تلك موضوعات تجسد الجمال..
بل الطبيعة بأسرها لوحة فنية تفيض بالحسن والجمال.. فتثير الإعجاب، وتتفاعل مع الروح، فتتحول شعراً وأنشودة
وعبادة وإجلالاً..
وكما نشاهد الجمال في عالم الطبيعة، نشاهده في الإبداع الفني الذي يصنعه الانسان.. العمارة، كورنيش الشاطئ
يطوقه وشاح الورد، اللوحة الفنية، الملابس الزاهية، غرفة النوم، زخرف الكتاب، الخط، الترتيل والإيقاع الصوتي والوزن
الشعري، الزخارف والنقوش في الأواني والأبنية والفرش والسجاد... الخ..
إن الانسان يتذوق الجمال في عالم الطبيعة وينفعل به، ويعبر عن إحساسه الفطري هذا، فيُحاكي الطبيعة، كما يبدع
ويبتكر موضوعات جديدة. إن الاستمتاع بالجمال حاجة نفسية..
إن الفن والأدب والإيقاع الصوتي والعمل المعماري والحرفي، كالنجارة وصناعة الأواني والخياطة... الخ، كلها أدوات
للتعبير عن الإحساس بالجمال.. للتعبير عن إحساس فطري..
لذا كان موقف الاسلام من الفن والجمال موقفاً إيجابياً.. بل خاطب الانسان كمخلوق ذوّاق للجمال، ووعده بالجمال جزاء
في عالم الآخرة.
.
فصورة الجنات وما فيها من حور وولدان وقصور وحدائق وعيون نضاحة وأرائك وأنهار... الخ.. آية في الجمال، ولوحة
فنية أخاذة.
لقد نما الفن التعبيري في ظلّ الاسلام بموضوعاته الجمالية المختلفة. صناعة الكلمة والصوت والشكل المادي من الرسم
والزخرفة والبناء والتطريز... الخ..
فقد رأى المسلمون أرقى صور الجمال اللفظي في البلاغة والفن القرآني.. فهو في جماله معجزة لا تُبارى..
وهو بعد ذلك يدعو القارئ المسلم إلى أن يوشح جمال اللفظ القرآني بجمال الأداء. فيدعو إلى قراءة القرآن وترتيله
بالصوت الجميل. ووضع المسلمون قواعد التجويد لتحسين القراءة والأداء على الأصول الجمالية في النطق العربي.
فأصبحت قراءة القرآن وتجويده وترتيله فناً من الفنون الجميلة التي تستولي على النفس، وتوصل إليها المعنى سائغاً محبباً..
ولننتقل من جمالية اللفظ والنغم الصوتي إلى إبداع الشكل الجمالي عند المسلمين.
ففي حضارة المسلمين الفنية نجد تراثاً ضخماً من الأشكال والموضوعات الجمالية. فالمساجد ومآذنها وجدرانها وما فيها
من زخارف وخط ونحت، لوحات فنية تصور الروح الجمالي الذي أطلقه الاسلام، كما تصور قدرة الفنان المسلم وحريته
الفنية.
والزخارف المعمارية والأواني والمصوغات والأزياء والخط والرسم الذي وصل غلينا، كلها تعابير جمالية تعكس طبيعة
الروح الحضاري لدى المسلمين..
وهذا النمط من الفن المعبر عن الجمال، له أصوله وقواعده الفكرية والفقهية.. ففي القرآن الكريم والروايات الواردة عن
النبي (ص) نجد الحثّ على حبّ الجمال واقتناء الأشياء الجميلة، وتذوق معانيها..
تحدث القرآن الكريم عن الزينة والجمال، واستنكر المواقف الرافضة للتمتع بما أبدعه الخالق في عالم الطبيعة ووهبه
لعباده..
قال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة
يوم القيامة) الأعراف/ 32.
وقال واصفاً الزينة والجمال الذي متع به الانسان في الأرض:
(إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً) الكهف/ 7.
وفي الحديث النبوي الشريف، تجد الدعوة إلى الجمال بأعلى صورة، حيث نجده في قول الرسول صلى الله علية وسلم ((إن الله جميل يحب الجمال)).
ويتعالى موضوع الجمال في الوعي الاسلامي، ويتسع فيشمل العقل والسلوك، والمعنى الذي يحمله اللفظ، وليس
الشكل الفني للأداء اللفظي فحسب. فصنفت الأفعال الانسانية إلى حسن وقبيح، وبحث علماء العقيدة (علماء الكلام) ثم
علماء أصول الفقه، أفعال الله تعالى، وأفعال الخلق تحت عنوان الحُسن والقُبح.
Bookmarks